مقدمة عن علم النفس
علم النفس هذا العلم الحديث الذي ما تنفك الدراسات فيه تكشف عن جوانب جديدة في المعارف التي تقع في نطاق الإنسان باعتباره موضوعه الأساسي، يفرض على الباحث فيه أو الدارس له متابعة دائبة لنتائج دراساته والوقوف على آخر معطياته، فلم يعد يكفي طالب هذا العلم حتى ولو كان يقصد إلى مجرد الوقوف إلى مقدماته ومداخله، أن يطلع على نظريات وموضوعات لا تمثل آخر ما هو معروف في حقله، ولا بد من أن توضع بين يديه مادة تقيم توازناً بين القيمة التاريخية للبحوث الكلاسيكية لقيمتها التاريخية والبحوث الحديثة. بمكتشفاتها النظرية وتطبيقاتها العملية. ومن هنا كان لا بد من إعادة طبع هذا الكتاب، طبعة تأخذ بالحسبان ما أخذته سالفتاه من أهداف.
يرى العلماء ان جذور علم النفس تأتي من موضوعين هي الفلسفة والفسيولوجيا ، وكلمة سيكولوجية (نفسية) تأتي من الكلمة اليوناينة Psyche=engl.soul والتي تعني الروح و Logos وتعني دراسة العلم ، وفي القرن السادس عشر ، كان معنى علم النفس هو العلم الذي يدرس الروح او الذي يدرس العقل ، وذلك للتمييز بين هذا الإصطلاح وعلم دراسة الجسد ، ومنذ بداية القرن الثامن عشر ، زاد إستعمال هذا الاصطلاح "سايكولوجية" وأصبح منتشرا.
يعتبر علم النفس من العلوم الحديثه التي تم إنشاؤها وإدخالها لأول مرة في المختبرات في عام 1879 على يد عالم النفس الألماني وليم فونت ، وقد استخدم فونت Vont طريقة الاستبطان أو التأمل الذاتي لحل المشكلات وكشف الخبرات الشعورية ، وأطلق فونت على هذا العلم باسم علم دراسة الخبرة الشعورية وبذلك يعتبر فونت هو المؤسس لعلم النفس وهو من قام باستقلالية هذا العلم عن الفلسفة. علم النفس ....
نشاة علم النفس
ترجع جذور علم النفس إلى الفلسفة وعلم الفسيولوجيا وعلم الطب .
من الفلاسفة الذين كانت لهم آراء في علم النفس :
أفلاطون :
- كان يرى أن النفس أو الروح والجسم منفصلان عن بعضهما .
- ورأى تقسيمهما بعد التقائهما لثلاثة أقسام :النفس العاقلة ومركزها الرأس ،والنفس الغضوبة ومركزها القلب ، والنفس الشهوانية ومركزها البطن .
- له أسطورة العربة التي لها جوادان هما النفس الغضوبة والشهوانية ،ولها سائق هو النفس العاقلة .
أرسطو :
- رأى أن النفس لا يمكن فصلها عن الجسم ،مثل تمثال الرخام ،فمادة الرخام هي الجسم مثلا ،والصورة هي النفس .وكذلك أيضا النفس أو العقل هي وظيفة الجسم ولا يمكن فصل العضو عن وظيفته .
- وكان أرسطو هو المؤسس الأول لعلم النفس .
ديكارت :
- رأى الفيلسوف الفرنسي ديكارت في القرن السابع عشر أن النفس والجسم منفصلين عن بعضهما .
- ورأى أن الفرق بين الإنسان والحيوان ،هو أن الأنسان يحركه العقل والحيوان تحركه الغرائز .
- وهو أول من وجه لدراسة الجهاز العصبي لدراسة السلوك على أساس فسيولوجي
- ورأى أنه يجب دراسة الشعور بدلا من دراسة العقل .
- وكان ديكارت هو المؤسس الثاني لعلم النفس
ميادين علم النفس :
الميادين النظرية :
1- علم النفس العام
- دراسة المبادئ العامة لسلوك الإنسان الراشد السوي ( أي يستخلص الأسس العامة للسلوك الإنساني ويصرف النظر عن الحالات الخاصة ) مثل دراسة الدوافع والانفعالات والذكاء ....
- يدرس أساليب البحث ووسائل جمع المعلومات في علم النفس وكذلك مدارس علم النفس التي حاولت تفسير السلوك .
- يجب على كل من يريد دراسة علم النفس أن يبدأ بدراسة علم النفس العام .
2- علم النفس الفسيولوجي :
- يدرس العلاقة بين الجهاز العصبي والسلوك .
- ترجع بداية علم النفس الفسيولوجي كعلم حديث للعالم "فونت" .
3- علم النفس الاجتماعي :
- يدرس العلاقة بين الفرد والجماعة مثل : التنشئة الاجتماعية – سيكولوجية الجماهير – تماسك الجماعة – الأدوار الاجتماعية - الدعاية – الرأي العام – الشائعات – القيادة.
- يدرس الانحرافات والأمراض الاجتماعية .
4- علم نفس النمو :
- يطلق عليه تسميات مختلفة مثل " علم النفس التكويني " ،"علم النفس الارتقائي " ، "سيكولوجية الطفولة والمراهقة .
5- علم النفس الفارق :
- دراسة الفروق بين الأفراد والجماعات والسلالات والجنسين : أسبابها – أثر كل من الوراثة والبيئة عليها .
6- علم نفس الحيوان :
- يهتم بدراسة الأسس السيكولوجية لسلوك الحيوان من أجل التوصل لنتائج تفيد في تفسير سلوك الإنسان .
7- علم النفس المقارن :
يقارن سلوك الإنسان بالحيوان ،وسلوك الطفل بسلوك الراشد ،وسلوك الإنسان البدائي بسلوك المتحضر ،وسلوك الشخص السوي بسلوك الشاذ .
الميادين التطبيقية :
1- علم النفس التربوي :
2- علم النفس الصناعي :
3- علم النفس التجاري :
4- علم النفس الجنائي :
5- علم النفس القضائي :
6- علم النفس العسكري أو الحربي :
الشخصية :
يوجد عده تعريفات للشخصية فيمكن تعريفها بمجموعة من اساليب التفكير والتصرف واتخاذ القرارات و المشاعر المتأصلة و الفريدة لشخص معين. بدأت دراسة وتحليل شخصية الأنسان من اليونانيين القدماء وخاصة من أبوقراط Hippocrates الذي اعتقد ان الأختلاف في الشخصيات بين بني البشر يرجع إلى اختلاف نسب ماوصفه بالسوائل الحيوية الأربعة وهي حسب ابوقراط: الدم و المادة الصفراء من مرارة الأنسان و المادة السوداء من مرارة الأنسان و البلغم فعلى سبيل المثال اعتقد ابوقراط ان "الشخصية الدموية" يكون ذات صفات متفائلة ومحبة للمغامرة بعكس "الشخصية البلغمية" التي تكون غير مبالية.
بعد ابوقراط حاول أرسطو تحليل الأختلاف في الشخصيات فقام بتفسيرها حسب قسمات الوجه والبناء الجسمي للشخص فعلى سبيل المثال اعتقد أرسطو ان الأشخاص ذوي البنية النحيفة يكونون عادة خجولين. وقام داروين بتحليل الشخصية كعوامل غريزية اكتسبها المرء من غرائز البقاء الحيوانية أما سيغموند فرويد فقد حلل شخصية الأنسان بصراع بين الأنا السفلى والأنا والأنا العليا. في الوقت الحالي يعتبر عاملا الوراثة و المجتمع المحيط بالفرد من أهم العوامل التي تبني شخصية الأنسان.
و عرف مورتون الشخصية يأنها حاصل جمع كل الاستعدادات و الميول و الغرائز و الوافع و القوي البيولوجية الموروثة و كذلك الصفات و الميول المكتسبة
و يقول شن ان الشخصبة هي التنظيم الديناميكي في نفص الفرد لتلك الاستعدادات الجسمية و العقلية الثابتة نسبيا التي تعتبر مميزا خاصا للفرد و بمقتضاها يتحدد أسلوبة في التكيف من البيئة .
خاتمـــة
من كل ماسبق الحديث عنه عن علم النفس ونشاته وتاريخه وجذوره والحديث أيضاً عن مدارسه ومن اسسوا علم النفس واثروا فيه ومن ميادين علم النفس ومدى اتساع ميادينه لتشمل جميع جوانب الحياة التى نعيشها يتضح ان لعلم النفس اهمية واسعة فى الحياة التى نعيشها قد لا تقل اهمية عن باقى العلوم الهامة التى تحيا بها البشرية كالطب والهندسة وغيرها لذلك فعلم النفس يساعد كافة فئات وطبقات المجتمع على الدراسة والتحليل النفسى والقدرة على فهم وتحليل كل الامور مما يؤدى بدوره الى الاتجاهات السليمة فى كل التصرفات وفى ادارة جميع الشئون ، يساعدنا علم النفس على فهم شخصياتنا وعلى تنظيم جميع جوانب الحياة من هنا لا بد من تعميق دراسته والتاكيد على وجوده حياً فى جميع جوانب الحياة ، وعدم استغناء الانسان عن علم النفس ومجالاته المتعددة تضح جلياً من هذا البحث المتواضع عن علم النفس ..................
والله الموفق......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق