المقدمة |
|
| |
| الملوثات هي مركبات عضوية أساسها عنصر الكربون قد تكون من أصل طبيعي أو تكوين صناعي, ولها خصائص طبيعية وكيميائية تتضمن مقاومة التحلل في البيئة (ثابتة), السمية, التراكم إحيائيا, والإنتقال عن طريق الهواء والماء والأنواع المهاجرة عبر الحدود وتستقر بعيدا عن مكان إطلاقها حيث تتجمع في النظم الايكولوجية والأرضية والمائية. ولها تأثير خطر على صحة الإنسان و البيئة. لذا فقد تم الاهتمام بهذه الملوثات على المستوى العالمي منذ (مايو 1995م) إلى أن تم إصدار الاتفاقية الخاصة بالملوثات العضوية الثابتة (POPs) تحت اسم "اتفاقية استكهولم للملوثات العضوية الثابتة" وذلك في (مايو 2001م ). و نظراً لحرص مصر على حماية الصحة العامة و البيئة فقد تم حظر استيراد واستخدام كافة المواد المدرجة بالاتفاقية منذ عام ولزيادة قدرات الدول النامية لمنع/أو الحد من مصادر الملوثات العضوية الثابتة كخطوة ضرورية وحاسمة للحد من التأثيرات السالبة على الصحة العامة والبيئة، فقد بادر مرفق البيئة العالمي (GEF) بإدراج اتفاقية الملوثات العضوية الثابتة من ضمن آليته المالية لدعم إعداد خطط التنفيذ الوطنية. | ||
|
|
|
|
أنواع التلوث ومصادره
التلوث البحرى :-
يُعد التلوث البحري أحد التأثيرات الهامة للنشاط البشري على المحيطات. وهو لا يقتصر على تلوث نفطي ناجم عن حوادث أو عمليات تنظيف صهاريج النفط أو تفريغها بطريقة غير قانونية. بالرغم من فظاعة منظر البقع النفطية وتأثيرها على البيئة البحرية، إلا أن إجمالي كميات النفط التي تشكل البقع ضئيلة مقارنة للملوثات الواردة من مصادر أخرى، وعلى الأخص مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة والصناعية، والمواد المتسربة من مكبات النفايات، ومياه الانسياب السطحي المدني والصناعي، والحوادث، وبقع النفط، والتفجيرات، وعمليات التخلص من النفايات في البحار، وإنتاج النفط، والتعدين، ومبيدات الحشرات والمبيدات الزراعية، وموارد الحرارة المستهلكة، ونفايات المواد المشعة.
وتشير التقديرات إلى أن مصادر التلوث من اليابسة مسئولة عن نحو 44% من الملوثات التي تنتهي في البحر بينما تساهم المدخلات (التأثيرات) الجوية بنسبة تقدر بـ 33% من الملوثات. في المقابل يتحمل النقل البحري مسؤولية حوالي 12% من التلوث.
البقع الميتة الزاحفة:
تتفاوت تأثيرات التلوث كثيرا فقد يسفر تلوث المواد الغذائية الناشئ من قاذورات المجاري والزراعة عن ظهور "كتلاً" من الطحالب القبيحة التي قد تكون خطيرة في المياه الساحلية. وعندما تنفق هذه "الكتل" وتتحلل، تستهلك كامل الأكسجين الموجود في المياه. وادت هذه الظاهرة في بعض المناطق إلى ظهور "بقع الموت الزاحفة" حيث تنخفض نسبة الأكسجين في المياه إلى مستويات يستحيل معها استمرار الحياة البحرية. كما يسهم التلوث الصناعي في ظهور هذه البقع حيث تستهلك المواد المرمية في المياه الأكسجين عند تحللها.
الانشطارات النووية الضعيفة
تقف عدة مصادر وراء التلوث الإشعاعي في البحر. فتجارب الأسلحة النووية ساهمت تاريخيا بذلك. كما تؤدي عمليات التشغيل العادية لمحطات الطاقة النووية الى تلويث البحر. ولكن الحيز الأكبر من التلوث المشع في المحيطات ينتج من مصانع معالجة الوقود النووي كمصنعي "لا هاغ" في فرنسا و"سيلافيلد" في بريطانيا. وأدت هذه النفايات إلى انتشار التلوث المشع في مناطق شاسعة تقطنها مختلف الأنواع البحرية، حيث أن المواد المشعة التي يتم البحث عنها لإعادة معالجتها يمكن اكتشافها في الطحالب البحرية الممتدة إلى "ساحل غرينلاند الغربي" وبطول ساحل النرويج.
التعدين
يؤدي التلوث المعدني الناجم من التنقيب عن المعادن وانتاجها وصناعات معالجتها إلى الأضرار بالكائنات البحرية وقد يصبح بعضها غير صالح للاستهلاك البشري. وقد تساهم النشاطات البشرية بصورة ضخمة في مضاعفة التلوث. بالتالي، تبلغ كمية الزئبق التي تضخها الأنشطة الزراعية في البيئة أربعة أضعاف او أكثر كمية الزئبق المنتجة طبيعيا كالعوامل الجوية وعوامل التعرية.
النفط
يشكل التلوث النفطي احد أكثر أشكال التلوث تكرارا ووضوحا وغالبا ما ينجم عن حوادث ناقلات النفط أو تفريغ مياه تنظيفها في البحر. وإضافة إلى تأثيرات هذا التلوث الفادحة والبارزة على المدى القصير إلا انه قد يؤدي مشاكل خطيرة على المدى الطويل. ففي حال الناقلة "اكسون فالديز" التي جنحت إلى اليابسة في ألاسكا عام 1989، ما زالت آثار التلوث النفطي الذي وقع منذ 15 عاما واضحة. الأمر سيان في إطار حادثة "برستيج" التي غرقت مقابل الساحل الاسباني أواخر العام 2002 وأسفرت عن خسائر اقتصادية فادحة، حيث أنها لوثت اكثر من 100 شاطئ في فرنسا واسبانيا وضربت نشاطات صيد الأسماك المحلية.
تشير التقديرات إلى أن عدد سكان العالم سيرتفع مع حلول العام 2050 إلى 12 مليار نسمة، سيسكن نحو 60% منهم في رقعة ساحلية من 60 كلم. ومن شأن الأنشطة الزراعية والصناعية اللازمة لخدمة هذا العدد من السكان أن تزيد من الضغوط الهائلة أصلا على المناطق الساحلية الخصبة.
المعادن الثقيلة
قد تنطوي المخلفات الكيميائية الصناعية في المحيطات على عدد هائل من المواد المختلفة. فمن أصل 63 ألف من الكيمياويات المعروفة في العالم، يشكل ثلاثة آلاف نوع 90% من إجمالي الإنتاج. وتطرح في الأسواق سنويا ما قد يصل إلى ألف نوع جديد من المنتجات الكيميائية.
من بين كل هذه المنتجات الكيماوية يندرج نحو 4500 منتج كيماوي تحت فئة التصنيف الأكثر خطورة، وتعرف باسم "الملوثات العضوية الدائمة". هذه الملوثات تقاوم التحلل ولديها القدرة على التراكم في الأنسجة الحية فتؤدي إلى خلل هرموني يسبب مشاكل تناسلية وسرطانية ويضرب جهاز المناعة ويعيق نمو الأطفال. هذه الملوثات العضوية قادرة على الانتقال في الهواء إلى مسافات بعيدة عن مصدر انبعاثها. نتيجة لذلك، ، فإن شعب الإسكيمو الذي يعيش في القطب الشمالي على مسافة شاسعة من مصادر هذه الملوثات يشكل احد أكثر الشعوب معاناة من التلوث بتلك المواد، نظرا إلى أنهم يعتمدون بشكل أساسي في تغذيتهم على الحيوانات البحرية الدسمة كالأسماك والفقمة.
تشتمل "الملوثات العضوية الدائمة" على مركبات الديوكسين شديدة السمية ومواد بي سي بي إضافة إلى مجموعة من مبيدات الحشرات مثل دي دي تي ومادة "ديالدرين". ويعتقد أن هذه الكيميائية مسئولة عن القصور التناسلي لدى بعض مجموعات الدببة القطبية.
كان من الضرورة بمكان إشراك الجهات المعنية التي سيتم التعاون معها خلال العمل بخطة التنفيذ الوطنية الخاصة باتفاقية إستكهولم والمعنية بالملوثات العضوية الثابتة، وهم كآلاتي :
1- وزارة الدولة لشئون البيئة.
2- وزارة الزراعة.
3- وزارة التجارة الخارجية.
4- وزارة الصناعة و التنمية التكنولوجية.
5- وزارة الصحة والسكان.
6- وزارة التخطيط.
7- وزارة المالية.
بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية مثل :
8- الجمعيات الأهلية.
9- المنظمات البيئية ومجموعات الصحة و السلامة.
10- المؤسسات الأكاديمية البحثية.
11- ممثلين باقي شرائح المجتمع بما في ذلك المجموعات النسائية.
12- القطاع الخاص وآخرين.
دراسات تقييم الأثر البيئي (نسب التلوث لكل مجال)
رفع مقالب القمامة داخل القاهرة الكبرى
إنقاذ العالم من التلوث
شهد الناس قبل أربعة أجيال مطلع القرن العشرين ، أي قبل اختراع الآلاف من المواد الكيميائية الاصطناعية وقبل استخدامها على نطاق واسع في مجالي الزراعة والصناعة. أما نحن الذين نعيش في أوائل القرن الحادي والعشرين ، فإننا نسكن عالما يحتوى على مواد يعود اكتشاف البعض منها إلي عقود ، أي إلى العشرينات ، والتي استخدمت أكثر وأكثر في الأربعينات والخمسينات ، أما الآن ، فأننا نجدها في كل مكان ... حتى في أنسجة كل إنسان على وجه الأرض.
وهذا تطور مخيف ، حيث أن هناك كميات ضئيلة جدا داخل جسمك - بل واكثر من ذلك وفقا لظروفك ومدى تعرضك لها - لعدة مئات من المواد الكيميائية التي هي من صنيع البشر. والعديد منها غير مضرة ( أو على الأقل هذا ما يعتقد بشأنها حتى الآن ). أما غيرها ، فقد تتسبب في أحداث السرطان أو إلحاق الضرر بالأجهزة العصبية والتكاثر والمناعة أو إصابة أكباد الحيوانات. وتتزايد الأدلة العلمية التي تؤكد على صحة الشكوك القديمة بشان إحداث الإصابات نفسها في الإنسان.
وخلال السنوات الخمسين الماضية ، كنا جميعا مشاركين غير متعمدين في تجربة كيميائية عالمية النطاق وغير مضبطة تتضمن المحيطات والهواء والتربة والنباتات والحيوانات والإنسان. فالثورة الكيميائية قد أسهمت بالتأكيد إسهاما كبيرا في تحقيق الرفاهية للإنسان. إذ أدت المواد الكيميائية إلي زيادة الحصاد الزراعي من خلال القضاء على آفات المحاصيل وجعلت من توفير مجموعة غير متناهية من المنتجات المفيدة أمرا ممكنا. ولكن بمجرد إطلاق بعض المواد الكيميائية في المحيط الخارجي ، فإنها تتسبب في ردود فعل سامة ، تلازم البيئة لسنوات ، وتنتقل عبر آلاف الكيلومترات من محل استخدامها ، وتهدد الصحة على المدى البعيد ، كما أن لها عواقب ايكولوجية لم تكن متوقعة ولا تكن مقصودة أبدا.
من اخطر أنواع التلوث (الملوثات العضوية):-
الالدرين - مبيد للآفات يضاف إلى التربة لقتل الأرض ، والجراد والديدان التي تصيب جذور الذرة ، وغيرها من آفات الحشرات.
الكلوردان - يستخدم بكثرة لمكافحة الأرض وكمبيد لنطاق واسع من الحشرات التي تصيب مجموعة من المحاصيل الزراعية.
الـ "دى دى تى" - لعل الـ " دى دى تى" من أكثر الملوثات العضوية الثابتة شهرة ، حيث تم استخدامه على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية لحماية الجنود والمدنيين من الملاريا ، والتيفوس وغيرها من الأمراض التي تنتشر عن طريق الحشرات. وما يزال الـ " دى دى تى" يستخدم ضد البعوض في عدة بلدان لمكافحة
الملاريا.
الديلدرين - يستخدم الديلدرين أساسا لمكافحة الأرض والآفات المضرة بالمنسوجات كما استخدم أيضا لمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات والحشرات القاطنة في التربة الزراعية.
الديوكسينات - تنتج هذه المواد الكيميائية بشكل عرضي غير مقصود بسبب الاحتراق غير الكامل ، وكذلك خلال تصنيع بعض مبيدات الآفات وغيرها من المواد الكيميائية ، فضلا عن ذلك فانه يمكن لبعض العمليات المعنية بإعادة استخدام المعادن وتبييض عجينه الورق أن تؤدى إلي إطلاق الديوكسينات. كما تم اكتشاف الديوكسينات في انبعاثات السيارات ودخان التبغ ودخان الحطب والفحم.
الاندرين - يرش مبيد الحشرات هذا على أوراق المحاصيل كالقطن والحبوب ، ويستخدم أيضا لمكافحة الجرذان وفئران الحقول وغيرها من القوارض.
الفورانات - تنتج هذه المركبات بشكل غير مقصود من العمليات نفسها التي تطلق الديكوكسينات ، ونجدها أيضا في المخاليط التجارية من ثانى الفنيل المتعدد الكورة.
سباعى الكلور - يستخدم سباعى الكلور بالدرجة الأولى لقتل الحشرات في التربة والأرض ولكنه استخدم أيضا على نطاق أوسع لتل الحشرات المضرة بالقطن ، والجراد وآفات المحاصيل الأخرى وكذلك البعوض الناقل للملاريا.
سداسي كلور البنزين - يؤدى سداسي كلور البنزين إلي قتل الفطريات التي تضر بالمحاصيل الغذائية. ويتم إطلاقه كمنتج ثانوي خلال تصنيع بعض المواد الكيميائية وكنتيجة للعمليات التي تؤدى إلي إنتاج الديوكسينات والفورانات.
الميركس - يستخدم مبيد الحشرات هذا أساسا لمكافحة النمل الناري وأنواع أخرى من النمل والأرض. كما تم استخدامه كمثبط للحرائق في مواد البلاستيك والمطاط وفى السلع الكهربائية.
ثنائى الفنيل المتعدد الكلورة - تستخدم هذه المركبات في الصناعة كسوائل لتبادل الحرارة ، وفى المحولات والمكثفات الكهربائية ، وكمواد مضافة في الأصباغ وفى ورق الاستنساخ غير الحاوي على الكربون وفى المواد المانعة للتسرب ومواد البلاستيك.
التوكسافين - يرش مبيد الحشرات هذا ، والمسمى أيضا بالكامفكلور ، على القطن وحبوب النباتات الحبية والفواكه والبندق والخضراوات. وقد استخدم أيضا للقضاء على القراد والسوس في المواشي.
وهناك بالأخص صنف من المواد المسماة بالملوثات العضوية الثابتة التي أدت إلى زيادة المخاوف بشأنها فكثير من الملوثات العضوية الثابتة تشكل تهديدات كبيرة للصحة والبيئة بحيث أن حكومات العالم التقت في السويد بتاريخ 22 أيار / مايو عام 2001 واعتمدت معاهدة دولية ترمى إلى تقييد إنتاجها واستخدامها و إطلاقها وتخزينها ومن ثم التخلص منها في نهاية المطاف.
ويعد إبرام المعاهدة ، المسماة اتفاقية استكهولم بشان الملوثات العضوية الثابتة ، إنجازا أساسيا. فهي تبدأ منذ البداية باستهداف 12 مادة سامة بالأخص من الملوثات العضوية الثابتة للحد منها ومن ثم التخلص منها أخيرا .
والاهم من ذلك ، هو إنها تضع نظاما للتصدي لمواد كيميائية إضافية تم تحديدها بأنها خطرة بشكل لا يمكن معه قبول هذه المواد. وهى تقر بالحاجة أحيانا لبذل جهد خاص للتخلص التدريجي من بعض المواد الكيميائية المتعلقة ببعض الاستخدامات وتسعى لضمان بذل مثل هذا الجهد. كما أنها ترشد الموارد لأغراض التخلص من المخزونات ومستودعات النفايات الخاصة بالملوثات العضوية الثابتة الموجودة حاليا والتي توسخ المناظر الطبيعية في العالم. و أخيرا تشير الاتفاقية إلي طريقة تحقيق مستقبل خال من الملوثات العضوية الثابتة الخطرة وتوعد بتغيير طريقة
الخاتمـــــة
لا شك أن التلوث له من المخاطر الجسيمة ما هو أخطر وأشد على الإنسان والحياة اليومية بوجه عام حيث نرى كل يوم المخلفات التى تلقى فى الترع والمصارف وكذلك قمائن الطوب اللبن التى تنتج فى الأرياف وما تسببه من تلوث الهواء بأول أكسيد الكربون وكذلك عوادم السيارات على الطرق السريعة ونفير القطارات التى تطلق يومياً وتسمع على مدى عشرات الكيلو مترات .
يجب أن نهتم ونقوم سلوكياتنا وتصرفاتنا اليومية حيث هى أساس العمل الناجح والقويم الذى يثرى الحياة اليومية وينقى الهواء والماء من كل يد عابثة ترنو إلى تلوث الحياة اليومية للإنسان .
والله الموفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق