الفضائيات وأثرها على الأخلاقيات
في خضم التغيرات والمستجدات التي تدعم مشاهدة التلفاز ومتابعة الأحداث وارتفاع شعبيته بين مختلف الفئات البشرية وتزايد أعداد الفضائيات وظهور نسخ لقنوات عالمية باللغة العربية علاوة على البرامج المستنسخة من تلك القنوات ، هناك برامج بلا هدف وأخرى تهدف إلى الإفساد ومخاطبة الغرائز والمخاطبة بلغة رخيصة جداً، وغسل الأدمغة تدريجياً بعد زعزعة المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة، الفضاء من حولنا هل سيملأ الأوقات؟ في هذا العصر نعم ولكن بماذا سيمثلها؟
تأثير القنوات الفضائية على السلوك الاجتماعي
لاشك أن هذا العصر عصر احتل التلفزيون فيه مساحة كبيرة في أذهان الناس واهتماماتهم، وأيضاً القنوات بشكل عام والنظرة العامة تميل الى الربح والنظرة التجارية بكثرة، ولذلك لاشك ان منها ما يغلب عليه الجانب السلبي ومنها ما يختلط فيه الجانب السلبي بالجانب الايجابي، والقليل منها يركز على الجانب الجاد الايجابي ويمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يركز على الجانب الجاد الايجابي وهو قليل وللأسف يفقد طريقة عرضه التميز والجاذبية من قبل الجمهور مثل البرامج الثقافية والتعليمية التي في اغلب الأحيان تطرح بطريقة جافة غير مشوقة.
القسم الثاني: يركز على السلبيات وله نصاب كبير ويؤثر على التربية وعلى ثقافة المجتمع وقد يشرخ في هويته إذا لم يحجم وتفرض ضوابط عليه مثل البرامج المترجمة غير الهادفة وبعض البرامج التي تهدف لغزو فكري ثقافي.
القسم الثالث: يمزج السلبي بالايجابي وهذا الأخطر لأن بعض شرائح المجتمع غير محصن ويختلط عليه الأمر وقد يظن السلبي ايجابيا على سبيل المثال، البرنامج الرمضاني (طاش ما طاش) نجده يصور بعض شخصيات مناطق المملكة بصورة هزلية سلبية غير واقعية (فؤاد، أبو علي) وأيضاً عند انتقاده لرجال فكر معين لا يذكر الايجابيات مثل ذكرهم للسلبيات، لماذا النقد جارح ومن زاوية ضيقة ، ولا يركز على النقد البناء للمجتمع، لماذا الانجراف خلف العاطفة الشخصية وكأنه أمر شخصي بدل من ان يكون الطرح موضوعيا؟ وايضاً عندما يصور الرجل السعودي في الخارج كرجل متخلف غير قادر على التعاطي مع كل جديد وعنصر منحرف أخلاقياً أو الرجل الملتزم دينياً عنصر ارهابي، مع العلم بأننا نسعى للتوضيح للعالم بأننا شعب سلمي قادر على الحوار والتعايش مع الشعوب الأخرى بأمن وسلام، وحب ووئام، ويأتي من أبناء جلدتنا لترسيخ واثبات بأدلة مزورة بأننا إرهابيون؟ ويطرح بشكل شامل غير موجه، أليس هذا إجحافا في حق الوطن والمواطن؟ ألا يعتبر خطابا سلبيا ظالما منحرفا عن الواقعية.
وإذا كان الجمهور معرضا لكل هذه القنوات بدون تمييز فهي تترك آثارا تعتمد وتختلف بحسب السن والمستوى التعليمي، وكل ما كان الجمهور متلقياً دون ان يكون لديه عملية فرز ماذا يأخذ وماذا يترك لا شك انها تترك آثارها فيما بعد على سلوكه وعلى ذوقه العام، والقائمون على هذه القنوات يريدون هدفاً ما وليست مجرد قنوات تشتغل لكنها تعمل لهدف إما أن يكون الربح أو لغرض تدميري لأخلاق الناس والأعراف وتفكيك البناء الاجتماعي وإغراء المراهقين والمراهقات على التمرد على الأسر وإغراقهم بتحطيم القواعد الأخلاقية، وهذا الأمر بدأ في الغرب وقلدته بعض القنوات العربية وراحت تشجع على الانفلات الاخلاقي والتسيب والانحراف وهذه الأهداف واضحة للعيان ولا تحتاج الى تصريح بذلك.
من منا يغفل دور وسائل الإعلام في توجيه الرأي العام و دوره في تغيير وتزوير الحقائق و تزين كل قبيح و تقبيح كل جميل فقضية الإعلام و الثقافة تعد من أشد المؤثرات في حياتنا الفردية و الاجتماعية و أصبحت أدوات الإعلام هي التي تصنع العقول و الميول و الأذواق والاتجاهات النفسية و الفكرية عند جماهير الناس .
فمستقبل أي أمة يتأثر كثيراً بحاضر أطفالها لذلك لابد لخير أمة أخرجت للناس من أن تربي أبناءها على الأخلاق و القيم و تعودهم الأدب الحسن و الفضائل حتى يصبحوا لبنات صالحة في مجتمعهم ، والإعلام و خاصة الفضائيات من أهم الوسائل التي تساعد في غرس القيم و نشر الفضائل في المجتمع و بخاصة في نفوس الأطفال ، فإذا استطعنا تطويعها لتحقق لنا هذه الأهداف تجاه أطفالنا فإننا بذلك نكون قد استخدمنا الأثر الكبير في تكوين الطفل و تثقيفه و تنشئته على القيم الفاضلة التي تدفعه إلى السلوك الإيحابي و التصرف السليم .
وأهمية برامج الأطفال من حيث أنها في مقدمة المواد التي يشاهدها الأطفال في القنوات الفضائية و ما لها من اثر كبير في تشكيل شخصيتهم و غرس القيم في نفوسهم ، و كذلك عدم كفاية الإيجابية التي تقدمها برامج الأطفال
فكل ما يعرض في القنوات الفضائية خاص بالأطفال أفلام مدبلجة لا يمت إلى هوية و خصوصيات الأمة الثقافية بشي و لها سلبيات كثيرة منها ما يلي :
أغلب ما يعرض يناقض عقيدة المسلم صراحة. فقد رأيت بأم عيني أحد الأفلام المدبلجة و في بدايته دق ناقوس الكنيسة و الناس ذاهبون إليها و إن كان أبناء المسلمين قد فطروا على التوحيد و تعلموه و نشأوا عليه فما يعرض في هذه الأفلام يهدم ذلك و يبني في أذهانهم صور الإلحاد .
فالرياح تتصارع مع الشمس و تظهر كل واحدة منهما قدرتها على التصرف في هذا الكون و أهله و كأنما المتصرف في هذا الكون هذه المظاهر الطبيعية و لا قدرة لله الواحد الأحد سبحانه .
خطورة المضمون الأجنبي على الأطفال إذ يركز على جوانب العنف و الجريمة و يروج لجوانب الانحلال الخلقي و يبرز ضعف الروابط الأسرية و انفصال الأبناء عن الآباء
التأثير السلبي لكل ما يعرض على القنوات الفضائية من فجور و فسوق واختلاط وتشجيع الرذيلة و الفحش من خلال ما يعرض في القنوات الفضائية من أغاني ماجنة و قصص غرامية تتنافي مع روح ديننا الحنيف و مع الأخلاق الإسلامية ..
و السؤال الذي يطرح نفسه الآن ما هو دور رب الأسرة في حماية أطفاله من الفضائيات هل يغلق التلفاز نهائيا أم أن هناك بدائل و ما هي تلك البدائل التي ستحمي أولاده من هذه الفضائيات أرجو من الجميع المشاركة في الموضوع حتى تعم الفائدة و نحمي أولادنا من هذه الفضائيات
التربية ومواجهة أخطار القنوات الفضائية
" إن ما لم تستطع فرنسا أن تحققه بقوة السلاح فى الجزائر وشمال أفريقيا سوف تحققه بالثقافة بعد ذلك" قائل هذه العبارة وزير فرنسى بعد أن انسحبت قوات بلاده من الجزائر عقب احتلال دام زاد على مائة عام .
والمؤكد أن الوزير الفرنسى كان جادا فيما يقول وان فرنسا حاولت – ولم تزل تحاول – أن تجعل من الجزائر وغيرها من المستعمرات الفرنسية السابقة "
والمؤكد أيضا أن فرنسا لا تقف وحدها فى هذا الميدان بل أن الولايات المتحدة تقف على قمة هذه الدول التى تسعى لمد نفوذها الفكرى والثقافى إلى كل بقاع الأرض ولعل كتاب الحرب الباردة الثقافية " من الذى دفع للزمار " يوضح لنا - فيما يشبه الخيال – السعى الدءوب من جانب الـ CIA
المخابرات المركزية الأمريكية إلى السيطرة على عقول البشر من خلال شبكة واسعة من الصحف والمجلات والهيئات والمؤسسات الثقافية والإعلامية (مثل الفضائيات) مستعينة فى ذلك بأكبر الكتاب والموهوبين فى مجال العمل الإعلامى فى تحقيق هذا الهدف .
وقد ساعد التطور المذهل فى وسائل الأعلام والاتصال يصاحبه تطور مواز فى مجالات الدعاية على سهولة الوصول إلى كل شعوب الأرض أينما كانت سواء كان الفرد نائما فى مخدعه أو حتى محاربا على جبهة القتال والسعى إلى مد النفوذ الفكرى والثقافى توطئة لتوسيع الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتشمل كل البقاع المعمورة وصارت الدول والأفراد تنفق المليارات من اجل الفوز فى معركة " الاستيلاء على عقول البشر " لإحكام السيطرة على مقدرات الشعوب وإخضاعها .
ويقف الفرد العادى ضعيفا أمام جبروت وسطوة تلك الوسائل لا يستطيع – إلا من رحم ربى – أن يصمد أو يقاوم ما تحمله هذه الوسائل من أفكار وسموم تبغى أن تجعله لقمة سائغة فى عالم لم يعد يعترف إلا بالقوى المقاوم صاحب القوة المعنوية التى تحميه من هذا الهجوم الشرس على عقله ودينه ومبادئه وحضارته ودينه وقوة مادية تحمى أرضه وعرضه ومصالحه من هجوم محتمل
وتمثل القنوات التليفزيونية الفضائية رأس الحربة فى هذا الهجوم إذ إنها لا تتطلب جهدا أو عناء يذكر فى التعرض لها فهى إلى حد ما رخيصة الثمن علاوة على انتشارها فى المؤسسات الحكومية والأماكن العامة فى معظم الدول0
ويستطيع الإنسان مشاهدة المئات من القنوات الفضائية على مختلف الأقمار الصناعية التى لا يوجد من بينها
سوى قمرين عربيين للاتصالات " عرب سات ونايل سات "
بجانب العديد من الأقمار الأجنبية والتى يتراوح مضمونها بين الدينى الذى يبغى إصلاح الإنسان وبث الخير والتقوى – أو تحويله إلى دين آخر فى نفسه وقنوات الفحش التى تبغى هدمه وتحويله إلى سائمة لا هم لها إلا قضاء حاجتها بأية صورة وكيفما كان الأمر .
وتزداد خطورة الأمر إذا علمنا إن الإنسان العربى والمسلم هو الضحية الكبرى لهذه القنوات حيث أن معظمها بيد غير المسلمين وحتى تلك الموجودة بايدى مسلمين فهى قلما تلتزم بتعاليم الإسلام ومبادئه الخالدة ففى مجال مصادر الأخبار والتى تعتمد هذه القنوات عليها فى إذاعة أخبارها تحتكر أربع وكالات أنباء أجنبية حوالى 90 % من فيض الأنباء التى تذاع يوميا ولو أردنا الدقة فانه من بين 35 مليون كلمة تبث يوميا عبر وكالات الأنباء يتم بث 32 مليون كلمة عبر هذه الوكالات الأربع وهى
اسوشيتدبرس 17.5 مليون كلمة
ويونايتدبرس 11 مليون كلمة وفرانس برس 3.5 مليون كلمة
ورويتر 1.5 مليون كلمة علما بأن ثلاثة أرباع الأنباء التى تذاع فى العالم الثالث تأتى عبر هذه الوكالات الأربع
وفى مجال البث الفضائى فانه طبقا للإحصائيات التى أوردتها اليونسكو فإن مصر وسوريا تستورد ثلث اجمالى بثها التليفزيونى الفضائى فى حين تستورد الجزائر ولبنان 70% من اجمالى ما يستورد من الغرب الامريكى
وهكذا يتم إحكام الحصار حول المواطن العربى والمسلم فيتم وضعه بين خيارين كلاهما مر . ومن السذاجة بمكان أن نعتقد أن هذه القنوات ليس لها أهداف سياسية أو ثقافية أو فكرية معادية بل إن مقولة الوزير الفرنسى التى تتصدر الموضوع هى الهدف الذى تسعى من ورائه معظم القنوات الأجنبية ولعل
مخاطر هذه القنوات تتمثل فى :-
1- مهاجمة العقيدة والأخلاق الفاضلة بما تعرضه من مسلسلات أو برامج أو حتى نشرات أخبار تحمل مضمونا وثنيا أو حتى دينيا منحرفا كمسلسلات الأساطير والخرافات التى تتحدث عن "آلهة " كذلك الأفلام والبرامج الإباحية التى تتخصص العديد من القنوات فيها والتى تهدف إلى نشر الرذيلة والانحلال الخلقى .
2- زرع القيم والثقافة الاستهلاكية وتحويل الإنسان إلى حيوان مستهلك كالسائمة لا هم له إلا الاستهلاك خاصة للسلع والمنتجات الغربية مستغلة فى ذلك أساليب إعلان مؤثرة فيقول احد خبراء الدعاية والإعلان عن الترويج للمشروبات قائلا " الآن لا يمكن تصنيع العطش بينما الذوق يمكن تصنيعه فعطشى العالم يمكنهم شرب الماء فإذا كان عليهم أن يشربوا المشروبات التى توفر لغيرهم دخلا كان لابد أن يرتبط الاستهلاك بحاجات جديدة وأذواق جديدة
انك لابد أن تشرب لان ذلك يجعلك تشعر بأنك شاب وجذاب ومهم وصاحب نفوذ وقوى ورياضى ووسيم وعصرى ورائع وتتمتع بمهارات غير عادية وتساير العصر وجزء من العالم " .
3- نشر العنف وذلك عن طريق المسلسلات والأفلام التى تشجع على العنف وتمجده وتصوره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات والنزاعات بين البشر وما يخلفه ذلك من نزاعات وخلافات وجرائم ولعل انتشار العنف فى وسائل الأعلام الأمريكية هو الذى دفع 56 شخصية بارزة بينهم كارتر وفورد الرئيسين الأمريكيين السابقين إلى مناشدة هوليوود لوضع ضوابط لتقليص مشاهد العنف والاثارة فى الأفلام . وكان من نتيجة ذلك أن أصبحت معدلات الجريمة فى الولايات المتحدة أعلى منها فى غالبية البلدان مما أدى لانعدام الأمن ففى عام
4- إبادة الملكات الفكرية والإبداعية لدى الناس وخاصة الأطفال " فالتليفزيون الفضائى الواقع فى حبائل التجارة الأمريكية لا يرى فى تلاميذ المدارس إلا كزبائن منتظرين وليس كنقاد ومواطنين منتظرين " .
ولكن هل نقف عاجزين ومكتوفى الايدى أمام هذا الهجوم التترى الذى يبغى أن يأتى على الأخضر من قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا ؟
وهل نستسلم لأولئك الذين يريدون أن يصدوننا عن ديننا وأخلاقنا وقيمنا ويحاولون أن يجعلوننا نولى وجوهنا شطر ثقافتهم المادية وحضارتهم الوثنية وأخلاقهم المنحلة ؟
إن الله سبحانه وتعالى يدعونا أن ندافع عن ديننا ضد كل من يحاول أن يصدنا عنه وللدفاع عن المظلومين " وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا" النساء 75 .
إن التربية الإعلامية ومحو الأمية الإعلامية قد تكون وسيلة ناجعة وحلا مناسبا لمواجهة هذا الفيض المتدفق من الغزو الاعلامى الاجنبى المتواصل لعقولنا وأفئدتنا .
والتربية الإعلامية ينبغى أن توجه فى الأساس إلى الأطفال والشباب الذين ما زالوا فى مقاعد الدراسة بداية من مرحلة ما قبل الدراسة وحتى الدراسة الجامعية وينبغى إن تتناسب مع المرحلة التى يمر بها الإنسان .
ففى مرحلة ما قبل الدراسة ينبغى على القائمين على تعليم الأطفال فى هذه المرحلة وأولياء الأمور أن يصححوا ما قد يتسرب إلى برامج الأطفال " خاصة فى أفلام الكارتون " من أفكار تنشر مفاهيم مخالفة لديننا أو تقاليدنا أو أخلاقنا .
كذلك فى المرحلة الابتدائية يمكن أن تكون التربية الإعلامية على شكل مناقشات مفتوحة يجريها معلمون مؤهلون تربويا وإعلاميا وذلك بهدف تنمية الملكات الفكرية والنقدية لدى الأطفال وتعريفهم بالصواب والخطأ والحقيقى والخيال والحرام والحلال فيما شاهدوه
كذلك ينبغى إكساب أولياء الأمور بعض المعلومات الإعلامية عن البرامج والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام وذلك لتوجيه أبنائهم ومتابعتهم ويمكن أن يتم ذلك عن طريق مجالس الآباء والتى لا تخلو منها مدرسة .
أما فى المرحلة الإعدادية والثانوية فان الأمر يتطلب وضع منهج تربوى اعلامى يتم فيه شرح وسائل الإعلام وطريقة عملها ويهتم بوضع أسس التفكير الناقد الذى يعلم الطلاب كيفية تقييم البرامج والمواد المختلفة وعدم الانبهار بها والانسياق وراء ما تهدف إليه من أفكار قد تخالف الدين والمصلحة ويمكن تكليف الطلاب بنقد بعض البرامج وتحليل بعض الموضوعات ومعرفة الايجابيات والسلبيات .
كل ذلك سوف يؤدى بلا شك إلى تقليل الآثار السلبية لوسائل الإعلام ويمثل صورة من صور الدفاع عن ديننا وقيمنا ومبادئنا ضد هجوم لا نستطيع أن نرده بسهولة .
وقبل ذلك كله ينبغى الاهتمام " بتكوين الضمير وتربيته على مراقبة الله فى السر والعلن وهذا يعنى أن إقبال
الشخصية الإسلامية على الفضائل آو ابتعادها عن الرذائل لن يتحقق إلزاما ولكنه بالدرجة الأولى يتحقق التزاما
برقابة داخلية ذاتية تنبثق من القناعة والإيمان الداخلى عند الإنسان "( 7
- تذكر الإحصاءات أن الصناعات الثقافية تستحوذ على 6% من الناتج القومى الامريكى وهى تسبق الزراعة والصناعات التكنولوجية " الجات والتبعية الثقافية د. مصطفى عبد الغنى الهيئة المصرية العامة للكتاب .
وتمتلك الفاتيكان العديد من المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية التى تعمل على تنصير العالم .
أمثلة تمثل كيفية حدوث الاثر السلبى للفضائيات
أضرار البرامج :
بالنسبة للشباب: هناك برامج ترفيهية وتافهة تأخذ تفكير الشباب وتجعل عقولهم كعقول العصافير , وهناك برامج كثيرة ومعظمها يأكل الوقت بدون فائدة , وهناك برامج يسمونها بالدينية تصدر فتاوى خاطئة تثير فتنة وتثير بلبلة لدى الشباب قليل الوعي بالأمور الدينية , وهناك برامج موضة كل مهمتها أن تعري المرأة بدعوة أن الموضة أساس التقدم ولا يلتفتوا أنهم بهذه البرامج يثيروا شهوة الشباب الذي هو أمل أي امة مسلمة وعندما يثيروا الشهوة قد يتجه جزء من هذا الشباب إلي الحرام والي الضياع لأنه سيتجه إلي معصية الله...
وبالنسبة للفتيات: يحاولن التقليد وتقليد الموضة ويشتركوا مع الشباب في التفكير التافه نظرا لتفاهة هذه النوعية من البرامج
وبالنسبة للسيدات: يشتركن مع الفتيات في ذلك
وبالنسبة للرجال يحرصن على مشاهدة بعض البرامج نظرا لان مقدمة البرنامج مذيعة متبرجة "زيادة عن اللزوم" وبعضهم يشاهد هذه البرامج" لرؤية المذيعة الفلانية لابسة إيه في حلقة اليوم من البرنامج الفلاني. "
والمسلسلات بالنسبة للشباب عبارة عن تضييع وقت ومشاهدة عالم قد يكون محروم منه نظرا للحالة الاقتصادية التي يعاني منها بعض شباب الوطن العربي , ومن ناحية اخرى مشاهدة الفتيات المحبوبات لديه ورؤية ملابسهن وتبرجهن والتلذذ بذلك , وأضرار المسلسلات ايضا الحشو الخاطئ عن الحياة في جميع المجالات ومنها أمثال شعبية مخالفة للدين , و أحكام وألفاظ خاطئة عن الدين , وإقرار بالحرام وتصوير الحجاب في صورته الخاطئة , وتصوير الشيوخ في صور نأسف لها , وتصوير العلاقات الزوجية بانها من ابواب التعاسة و "النكد " ,,, وغيرها من الحشو الذي يضر الشباب , وتقليد الشباب للمسلمين في شرب السجائر والشيشة , و شرب الخمر ,, وللأسف بعض الشباب الضعيف في معلوماته الدينية ينقاد وراء الممثلين ويقلد تقليد أعمى
وللفتيات كما هو الحال للشباب ولكن بالعكس فالفتيات يعجبن بالنجوم الشباب من الممثلين ويصفونهم مثلا هذا الممثل "زي القمر " إلي غيرها من التعليقات وأيضا تقليد الممثلات في مظهرهن والصورة الخاطئة للحجاب والشهوة التي تثار لديهن من الكلام داخل هذه المسلسلات عن الزواج السهل للأغنياء وقد يكون هؤلاء الممثلات والممثلين في الحقيقة فقراء فيزداد تعقدهم , وتثار شهوتهم بالكلمات المعسولة التي يقولها البطل في المسلسل للبطلة ,, وايضا المفاهيم الخاطئة التي تبثها هذه المسلسلات عن الحياه الزوجية والحب وكل شئ في حياتنا
والسيدات مثل الفتيات في تلقي المعلومات والمفاهيم الخاطئة عن الحياة واقصد بالخاطئ : المخالفة لدين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وللرجال كما الشباب للتلذذ والتقليد الأعمى وتقليد المساوئ أكثر من الايجابيات
والله عنده العفو
أما الأفلام :فهي عبارة عن أحداث قد تشبه المسلسل ولكن بدون تطويل فيكون الفيلم كله عبارة عن ساعتين أو اقل أو أكثر يحكي قصة معينة
وما يهمنا ان الأفلام الآن بدأت تتحرر أكثر , فازدادت المشاهد الساخنة كما يطلقون عليها
والأفلام , بها أيضا نفس الحشو عن الحب والزواج وما ليس في الدين وبهذا نرى الدين في أسوأ صورة وليس في أبهاها , وهذه الأفلام تعرض في السينيمات والفضائيات معنى ذلك أن العالم كله يشاهده من أول العالم العربي إلي الاوربي
ومعنى ذلك أن الأفلام تنشر محتوياتها عالميا , وإذا كان فيها مايشوه صورة الإسلام فالتشويه عالميا فلننتبه للخطورة
فالأضرار على الشباب والفتيات والسيدات والرجال واحدة كما في المسلسلات مع اختلاف درجات التأثر بالنسبة لكل نوع
فالتبرج موجود بالمسلسلات والأفلام وأيضا موجود بالفيديو كليب فالتأثر واحد والشهوة تتحرك بقدر درجة الإثارة المطروحة في أي مسلسل أو فيلم أو فيديو كليب
الفيديو كليب فى الفضائيات هذا مصيبته مصيبة , فهو يحكي معاني محتويات كلمات الأغنية التي بها الفيديو كليب , فنجد الشباب والرجال يتلهفوا لرؤية الفيديو كليب العربي والأجنبي وتقليد الملابس التي لا علاقة لها غالباً بالرجولة ومعنى الرجولة وتقليد تصرفاتهم وأيضا يشاهدوها لان بها مناظر جنسية قد تكون صريحة وإثارة للشهوة لديهم , لدرجة أننا سمعنا نفور الأزواج من زوجاتهم اعتراضا على أشكالهم بعد رؤيتهم للفيديو كليب ورؤية المطربة الفلانية ذات القوام الممشوق والصوت العذب ,
والفتيات والسيدات رؤيتهم قد تكون للتقليد من ملابس لطريقة معاملة بين الرجل والمرأة , وقد يحدث طلاق بين الزوجة وزوجها نتيجة لأنها ترى فتى أحلامها وما تريده في الرجل في المطرب الفلاني صاحب العضلات الممشوقة والعيون الخضراء وغيرها من المواصفات , والفتيات ترى فتى أحلامها في المطرب الفلاني فيتأخر زواجها نظرا لأنظارها فارس أحلامها بشكل معين , وتتناسى هؤلاء الفتيات أن معظم من في الفيديو كليب والأفلام والمسلسلات والأفلام يضعون مستحضرات تجميل بالإضافة إلي تدخل التكنولوجيا في التصوير وتعديل وتحسين الصور التصوير السينمائي أو التلفزيوني
ونحن نسمع أن الفن رسالة , هذه المقولة على عيني وعلى رأسي ولكن نحن نطالب دار الإفتاء والعلماء مثل الدكتور محمد المسير والدكتور صبري عبد الرؤف وغيرهم من علماء الأزهر الأفاضل بتوضيح هذا الأمر , كيف يكون الفن المعروض على الفضائيات رسالة هادفة وفي نفس الوقت لايشيع فاحشة او صورة خاطئة عن الإسلام او عن الحياة الزوجية داخل إطار الشريعة الإسلامية وهل التمثيل حلال ام حرام وإذا كان حلال كيف يكون التمثيل ؟؟ وهل تشترك المرأة في التمثيل ام لا؟؟ وأي الأنواع من انواع الفن حلال وايها حرام , نظرا لان المواهب تتعدد وهناك فنون تخدم الإسلام كالرسم الكراكتيري ان صح نطقها هكذا , والشعر الإسلامي ,, فنحن نريد توضيح
وللأسف !!
هناك من الناس من يأخذون العبر والعظى من المسلسلات والأفلام والفيديو كليب ويكون منهج حياتهم وطريقهم مرتبط وشبة الأصل لطريق هؤلاء الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات في أفلامهم ومسلسلاتهم وغيرها في حياتهم ,بدل من اتخاذ منهج وطريق وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن أتباع رسول الله في حياتنا
أمثلة تمثل كيفية حدوث الاثر الايجابى للفضائيات
لا ننكر أن هناك ايجابيات من المسلسلات والأفلام وبعض الفيديو كليب الهادفة والأفلام قد يكون لها هدف ومعالجة مشكلة ما في المجتمع ولكن ما يصاحب هذا من مناظر غريبة قد تكون جنسية وقد تكون رؤية فتيات متبرجات , ولكن سلبياتها أكثر أننا نجد أن الايجابيات من حل المشكلة بنسبة كبيرة ولكن سلبيات الفيلم في منكراته أكثر بكثير من النفع العائد من الفيلم ككل
وكذلك المسلسلات
أما الفيديو كليب فالهادف منها مثل كليبات الشيخ مشاري راشد ولن اذكر أسامي أخرى لأني لا احكم على ما لا اعرفه...
أن نعود لتشريع الله من القرآن الكريم ونعود لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بها نسعد في الدنيا والآخرة ونلقى الله نحن مطمئنون
ومشاهدة التلفزيون ليست حرام لان التلفزيون سلاح ذو حدين نستطيع رؤية برامج دينية وبرامج هادفة ونطيع الله بأننا نشاهد ما يدفعنا إلي التثب في دين الله ونثاب على ذلك بإذن الله لأننا في هذه الحالة نكون حريصين على تعلم ديننا تعلم صحيح ونستطيع رؤية ما يغضب الله فالقرار فأيدينا , وانصح بمشاهدة قنوات دينية معتدلة والبرامج الدينية الهادفة التي بها علماء حقيقيون مثل الدكتور عمر عبد الكافي والدكتور محمد المسير ومشاهدة خواطر الشيخ الشعراوي وأيضا نشاهد ونسمع الشيخ محمود المصري صاحب الكلمة القوية والأسلوب السلس , والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ الحويني والشيخ محمد حسان والشيخ وجدي غنيم , وأجيال الشباب من الدعاة مثل مصطفى حسني
وبالنسبة للأفلام والمسلسلات فنحن ننتظر إجابة كبار علماء الأزهر في حقيقة التمثيل وان الفن رسالة ولحين الإجابة فنحن عرفنا الحكم بالرؤية إننا نشاهد عمليات زنا تحت مسمى تمثيل , فلنتقي الله فيما بقى من عمرنا بالعودة لدين الله وسنة رسول الله والتوبة والندم و الله غفور رحيم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق